مكه المكرمة 45 كلم
كنا في جده في بيت جدي الله يحفظو في صباح الجمعه ... وعند الضحى سألت خالي
ايش رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك و نرجع على طول
قال فكره طيبة ... نشرب الشاهي ونطلع
قلت لا دحينه .. قبل ما يكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتريلك شاهي عدني ما حصل من الخط .. علشان نلحق
ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه .. كل أهل مكه يصلوا هناك
ونحنا في الطريق السريع ... لفت نظري قبل مكه بحوالي خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد شويه في الناحية
االثانيه من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله ... مسجد .. ولفت نظري لعدة اشياء
لونه ابيض رائع ... و مئذنته حلوه و عالية نسبيا
مبني على أسفل سفح جبل او على تلة تقريبا .. مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلا ... خاصة على كبار السن .. وإن كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة لجل يبان للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجد
المسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ... و الجزء الخلفي مهدوم تماما .. و لا يوجد ابواب او حتى شبابيك .. وليس اكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض
ما ادري ليه بقى منظر هذا المسجد في قلبي ... وصورته ما فارقت خيالي ابدا .. يمكن لشموخه و وقوفه ضد السنين ... الله أعلم
***
وصلنا مكه ولله الحمد ... ووقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبة
بعد الصلاة .. ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العوده
للمرة الثانية ... مدري ليش ... ظهرت صورة نفس المسجد في بالي
المسجد الأبيض المهجور
جلست أكلم نفسي ... بعد شويه يظهر لنا المسجد
جلست لفيت لليمين وانا ادور عليه
اذكر انو بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني بحوالي خمسمائة متر و كل من يمر بالخط السريع يقدر يشوفو
مرينا بجانب المسجد وطالعت فيه .. ولكن لفت انتباهي شئ
سيارة .. فورد زرقاء واقفه بجنب المسجد
ثواني مرت وانا افكر ..اش الي موقف السياره هنا ؟ .. وايش عندو راعيها ؟ .. بعدين فكرت واخذت قراري بسرعه
وقلت لخالو هدي السرعه ولف على اليمين على الخط الترابي ناحية المسجد ...
وسط ذهول خالي وهو يسألني
خير ويش فيه ؟؟؟
خير صار شئ ؟؟؟
اتجه خالي لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمئة متر ..بعدين يمين مرة أتانيه ...ومنها لداخل اسوار لمزرعة قديمة ... لين ما توجهنا للمسجد مباشرة
واخواتي وبنات خالتي يقولولي اش تبي تبي خالو يوقف في المكان المهجوور ذا
سألني خالي خير .. ويش فيك رد علي
قلت ما في شي .. بس ابغى اشوف راعي السيارة اش عندو
قال ... مالنا ومال الناس قمت قلتلو مالنا عندنا ومال الناس عندهم ههههه دحينه انا بكل برود انكت والسياره كلهم على اعصابهم
قلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر.. اعتقد أذن خلاص
شافني مصممه اني اعرف راح سكت
***
وقفنا السيارة تحت ... وطلعنالين ما وصلنا للمسجد ... وشويه نسمع صوت عالي... يرتل القرآن وهوا يبكي .. ويقرأ من سورة الرحمن ... وكان يقرأ هذه الاية بالذات
( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
فكرت أن ننتظربره نستمع لهذه القراءة .. لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه علشان اعرف اش الي يصير داخل هذا المسجد ... المهدوم ثلثة ... والذي حتى الطير لا تمر فيه
وطبعا الي شجعني اكثر انو اخوي يحب الاستكشاف زي فتحمست انو في احد معايا
المهم
دخلنا المسجد .. وإذا بشاب حاط سجادة صلاتو على الأرض ... في يدومصحف صغير يقرأ فيه ...وما كان في احد غيرو
وأؤكد
انو ما كان في احد غيرو
دخل اخوي ودخلت معاه (الفضووول ))قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظر إلينا وكأننا افزعناه ... مستغرب من حضورنا .. ثم قال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ساله صليت العصر؟
قال .. لا
قا لو طيب أذنت ؟
قال لا... كم الساعة ؟
قالو وجبت خلاص
قام اخوي اذن .. ولما جا يقيم الصلاة .. لقى الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسم
غريبة ابتسامته !!!
يبتسم لمين ؟
ايش السبب !!!
وقف يصلي ... إلا ويسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلو تماما
قال بالحرف الواحد
أبشر ... جماعه مرة وحدة
نظرخالي لاخوي متعجب ...اتجاهل اخوي ذلك ...وبعدين كبر للصلاة وهوا عقلو مشغوول مشغول بهذه الجملة
( أبشر جماعة مرة وحدة )
يكلم مين ؟؟؟ .. ما معانا أحد !!! .. أنا متأكد إن المسجد كان فاضي ... يمكن احد دخل من غير ما اشوفه ... هل هو مجنون ... لا أعتقد ابدا ... طيب يكلم مين !!!
صلىوراه ... وهوا تفكيرو منشغل بيه تماما
بعد الصلاة ... دار وجهو ..وبعدين خالي اشرلو يعني اننا بنروح .. قام قاله .. روح انت استناني في السيارة والحين الحقك
نظرخالي لاخوي ... كأنه خايف عليه من هذا الشاب الغريب
الي واقف عند مسجد مهجور
الي يقرأ القرآن في مسجد مهجور
الي ما ندري يكلم مين ... لمن قال
( أبشر جماعة مرة وحده )
اشر لخالي انو بيجلس شويه
نظر للشاب وكان مازاللسى مستغرقا في التسبيح ... ثم سالو
كيف حال الشيخ ؟
فقال بخير ولله الحمد
قالو ما تعرفت عليك
فلان بن فلان
قال فرصة سعيدة يا أخي ... بس الله يسامحك .. أشغلتني في الصلاة
سألو ليش ؟
قال ... وانا اقيم الصلاة سمعتك تقول
أبشر جماعة مرة وحده
ضحك ... وقال ويش فيها؟
قال ... ما فيها شئ بس .. انت كنت تكلم مين !!!
ابتسم ... ونظر للأرض وسكت شويه ... وكأنه يفكر .. يقولو ولا لا ؟
هل سيقول كلمات أعجب من الخيال
أقرب للمستحيل
تجعلو يشك أنه مجنون
كلمات تهز القلوب
تدمع الأعين
ام يكتفي بالسكوت!!!
قال لو قلت لك .. رايح تقول علي مجنون
قال .. ما أعتقد انك مجنون ... شكلك هادئ مره ا ... وصليت معانا ولا سمعت لك حرف
نظر لاخوي ... ثم قال كلمة نزلت عليه كالقنبلة .. جعلت اخوي يفكرفعلا .. هل هذا الشخص مجنون !!!
كنت أكلم المسجد
قال .. نعم !!!
كنت أكلم المسجد
ساله حتى أحسم هذا النقاش مبكرا ... وهل رد عليك المسجد ؟
تبسم ... ثم قاله .. ما قلت لك ... حتقول علي مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارة
تبس اخوي ... وقال كلامك مضبوط .. طالما انها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!!
قا لو
هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية الله
قام قال سبحان الله ... كيف انكر وهذا مذكور في القرآن
طيب ... و قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )
قال ماني فاهمك
قالو
بعلمك
نظر للأرض فترة وكأنهلسى يفكر
يقولو ولا لا ؟؟
بعدين قالو قال بدون ما يرفع عينو
انا انسان احب المساجد .. كلما شفت مسجد قديم ولا مهدم او مهجور .. افكر فيه .
افكر في ايام كان الناس يصلوا فيه
واقول .. تلقى المسجد دحينه مشتاق للصلاة فيه .. تلقاه يحن لذكر الله
أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل .. يتمنى لو آية تهز جدرانه .. وأفكر .. وافكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنة مشتاقة ... و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ... وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجدة .. أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله .. ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ
( الحمدلله رب العالمين )
وهوا يقول في نفسو والله لأطفئ شوقك .. والله لأعيد فيك بعض ايامك .. اقوم انزل ... وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآن
قام يقولو لا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... احب المساجد
وقتها اخوي عيونو دمعت ... نظر في الأرض مثله لجل ما سمعه .. من كلامه .. من احساسه .. من اسلوبه .. من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد
وقتها ما لقا كلام يقولو .. واكتفى بكلمة الله يجزاك كل خير
بدأ خالي يدقلو بوري يستعجلو .. قام ... وسلم عليه ... قال له ... لا تنساني من صالح دعاك
وهوا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض
تعرف اش ادعي دايما وانا خارج
طالع فيه وهوا يفكر .. ودي الزمن يطول وهوا يطلع فيه .. من كان هذا فعله .. كيف يكون دعاه ... وما كنت أتوقع ابدا هذا الدعاء
اللهم
اللهم
اللهم
إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ... وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم .. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت ارحم الراحمين
وقتها خلاص اخوي دمع ..
تمنى انو يكون مثله .. بل تمنى انو يكون له ولد زيو
يقول كيف رباه ابوه .. أي تربية .. وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا
هزه هذا الدعاء ... اكتشفت انه مقصرا للغاية مع والدي ..وقال كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أموات
اشوف بعض الشباب لمن تأتي صلاة الجنازة أو حين دفن الأب ... اراهم يبكون بحرقة ... يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي ... يقطع نياط القلوب ... و أتفكر .. هل هم بررة بوالدهم أو والدتهم إلى هذه الدرجة .. أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم بوالديهم !!! .. أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ... لكلمة أب .. او كلمة أم
وبعديييين رجعنااااااا البيت ونحنا نقول رحنا وجينااااااا ساالمين واكلنا حلاوه نارجين هههههههههههههههههه
قصه من جد قصه
ومن يومهااااااااااا يسمون اخوي كونان وانا راااان هههههههههههههه
بس من جد حلووووه الاكتشافات الي تكون كذا
ارجو ان تكونو استفتو حباايبي
محبتكم
*الاميره النائمه*
البوابة 
الرئيسية 
